الميول تقود الإعلاميين
في وسطنا الرياضي مرض عضال من سنوات طويلة لا علاج له، في أي نزاع رياضي أو خلاف على رأي معين، كل طرف يعتنق فكرة معينة يقاتل من أجلها، حتى لو اكتشف أنه لا يسير على طريق الحق يبقى متمسكاً بها ولا يصحح مساره.
لا شيء في الرياضة السعودية أضر الحوار العقلاني أكثر من كلمة “اجلد”، في كل خلاف في شأن رياضي تجد الجماهير تصطف مع من له نفس فصيلة ميولها وتعزز له حتى يسقط المحاور في شهوة الشعبوية، ويصبح أسيراً للكلمات الجارحة التي تداعب مشاعر الجماهير، ليمسك السواط بدلاً عن القلم حتى يجلد خصمه بلغة هابطة تطرب ذائقة المشجعين المتعصبين.
يقول المفكر العراقي علي الوردي:
“إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير، قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل، هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكلُّ متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل.
ولو نظرت إلى الأمور من نفس الزاوية التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئاً من الحق معه قليلاً أو كثيراً”.
من النادر في الحوارات الرياضية تجد للعقل موطناً، الإعلامي يلبس قبعة المشجع ويسقط في وحل الميول، لا يرى الحق إلا بألوان ناديه، ليصبح رأيه فاقد الموضوعية التي تقنع المتلقي بالحجج والبراهين وليس الأهواء الشخصية.
نقلا عن الرياضية