burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد المحسن
فهد المحسن

لست أفضل الرومان فحسب!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لو عُدنا بعقارب الزمن إلى ما قبل عامٍ ونصف من الآن، وتحديدًا عندما أتَى السيد "رازفان" لتولّي مَهمَّة تدريب "الهلال"؛ كانت مطالب الهلاليين حينها ممثلةً في تحقيق "الآسيوية" التي استعصتْ على جميع الفطاحلة الذين قدموا لتدريب "الهلال"، ولم يُفلحوا في تحقيقها على مدى 19 عامًا.
"رازفان" كان يعلم بمبتَغَى الهلاليين قبل قدومه؛ لذلك لم يتفاجأ بمطالب الهلاليين عندما كان يلتقي بهم: "لا نريد منك سوى دوري الأبطال؛ فهي ضالّتنا وعِصمَةُ زعيمنا"، ولم تقف مطالب بعض الهلاليين عند هذا الحدّ؛ بل طالبوه أيضًا بتحقيق بطولتي الدوري والكأس، حينها أدلَى "رازفان" بتصريحه الشهير: "أَعِدهم بأن يكونوا فخورين بفريقهم".
ولأنه كان صادق الوعد، وكان رجلاً وفيًّا؛ فقد أَوْفَى بوعده "ابن الرُّومان"، وأصبحت الجماهير الهلالية فخورةً بناديها الذي حقَّق ثلاثية تاريخية لم يسبقهم بها أيّ نادٍ سعوديّ آخر، ولم تكن هذه "الثلاثية" لتتحقّق لولا براعة الداهية "رازفان" في قراءة خصومه، وتوظيفه المثالي لإمكانات لاعبيه، وقدرته على التعامل مع المباريات بمختلف ظروفها، وقبل كل ذلك: علاقته الجميلة مع اللاعبين التي شاهدنا انعكاسها الإيجابي على أدائهم داخل أرضية الملعب.
اليوم "رازفان" يجني ثمار تلك "الثلاثية"، ويحصل على جائزة أفضل مدرِّب في رومانيا لعام 2020م التي قدّمتها صحيفة "سبورتس غازيت" واسعة الانتشار في رومانيا، ولا أُخفيكم سرًّا بأنّي أرى هذا العبقري الروماني أفضل مَن قاد الهلال تدريبيًّا خلال الـ20 عامًا الماضية؛ بالنظر إلى نوعية البطولات الثلاث التي استطاع ترويضها، وبالنظر إلى تمكُّنه من الجمع بين هذه البطولات الثلاث خلال عام واحد فقط. لذلك أعتقد أن هذا الإنجاز الفريد سيصمد طويلاً، وربما لن يتمكَّن أيّ مدرّب آخر من تكرار هذا الإنجاز مستقبلاً.
إنْ أراد الهلاليون مواصلة اعتلاء منصات التتويج مع "رازفان"؛ فعليهم أن يتركوه يعمل بهدوءٍ مثلما كان يفعل ذلك قبل تحقيق "الثلاثية"، وعند انتقاده يجب أن يضعوا في الحسبان أنََّ الشخص المُنتقَد هو "عراب الثلاثية" التي عجز عن تحقيقها "غيرتس" و"دياز"، والقائمة تطول.

arrow up