لكي يعود النصر

خسائر عديدة، وتراجُع حادّ في سُلّم الترتيب؛ كلّ ذلك لم يكن أمرًا متوقعًا لدى منافسي "النصر"، فكيف بعُشّاقه؟!، ورغم أن هذه الهزائم فاقت عدد انتصاراته، إلا أنَّ معظمها لم تكن مستحقَّة من وجهة نظري؛ عطفًا على المستويات الجيّدة التي قدّمها "النصر" في جُلّ مبارياته هذا الموسم، ولو كانت تلك المستويات المميزة مقرونة بالنتائج لتحوَّلت سهام النقد التي وُجِّهَت لـ"فيتوريا" إلى وابلٍ من المديح والرضا عن عمله التدريبي مع الفريق خلال هذا الموسم.
 
النصر قدَّم جُمَلاً فنيَّة وحلولاً هجومية متنوِّعة في العديد من مبارياته، ولكنْ لم يُوَفَّق لاعبوه في ترجمة الفرص المحقّقة التي أُتيحت لهم إلى أهداف؛ هذه الفرص الضائعة التي لو كُتِبَ لها التوفيق لما أصبح ترتيب "النصر" في مؤخرة الدوري، وكذلك لما خرج من البطولات الأخرى خالي الوفاض.
 
هناك عوامل أخرى أدَّت إلى تفاقم حال "النصر"؛ فمثلاً عند الخسارة بدلاً مِن أن تُفتّش الإدارة النصراوية عن أسبابها، وتناقشها مع المدرب واللاعبين بحكمةٍ وعقلانية؛ لتفادي الوقوع فيها مرَّة أخرى، نشاهد الإدارة النصراوية تُعلّق أسباب فشل نتائج فريقها على "التحكيم"؛ هذه الشماعة الأزلية التي سارت على نهجها الإدارات السابقة، وصدّعوا بها رؤوس كلّ المنتمين للشارع الرياضي، وكأنَّ "النصر" هو النادي الوحيد المتضرّر من "الأخطاء التحكيمية"!.
الإدارة النصراوية الحالية يقف على هرمها شخصٌ حكيمٌ على قدرٍ عالٍ من الاحترام واللباقة في الحديث، وهو "صفوان السويكت"؛ ينبغي أن لا ينجرف وراء بعض إعلاميي النادي الذين دائمًا ما يَغُضُّونَ الطرف عن الأسباب الحقيقية وراء هزيمة النصر، ويتَّجهون للأسطوانة المشروخة من تحكيم، ومؤامرة، ومكاتب.. إلخ.
 
"فنيًّا" النصر يملك وفرةً من اللاعبين المحليِّين المميزين، ولكن باعتقادي الشخصي عليه أن يقوم بتدعيم مركز "قلب الدفاع" بمدافع أجنبي آخر بجانب "مايكون"؛ حيث إنَّ هناك أخطاء دفاعية فادحة كلَّفت الفريق كثيرًا بسبب تواضع إمكانات اللاعبين في هذا المركز.
وفي حراسة المرمى رغم أنَّ "برادلي جونز" يقدِّم مستويات مميزة مع "النصر"، لكن يبقى عامل السنّ عائقًا أمامه في تكملة مشواره الكروي مع الفريق؛ لذلك أنصح الإدارة النصراوية بالتعاقد مع الحارس المغربي الشاب "عبدالعال المحمدي"، الذي يملك مقوّمات عالية في مركز الحراسة، ويقدّم مستويات رائعة مع فريقه "أبها" في "دوري الأمير محمد بن سلمان".
كما يجب على الإدارة النصراوية أن تبحث عن إحضار مهاجم أجنبي آخر بجانب "حمدالله"، يكون داعمًا قويًّا لخط الهجوم؛ في حال غياب أو ابتعاد "حمدالله" عن مستواه المعهود؛ حينها أُراهن على "نصر" عتيدٍ يَسُرّ عشّاقه، ويُؤهِّله للعودة بقوَّةٍ إلى منصَّات التتويج.