burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 إبراهيم بكري
إبراهيم بكري

من المدرّج إلى الشاشة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الفنان البحريني خالد الشيخ يقول: “قد تنطبق كلمة نجم على لاعب كرة، أو راقصة، أو رجل أعمال بحجم بيل جيتس، أما نجومية المغني فزائلة ومؤقتة، نظرًا لارتفاع معدلات الاستهلاك والتعدُّد الموجود في أنماط الغناء وأشكاله. حتى أصبح لدينا الآن مغنٍّ لكل مواطن عربي”. الأمر لا يختلف كثيرًا في الرياضة السعودية في ظل غياب مفهوم “تحديد النسل”، ففي الإعلام الرياضي يولد في كل يوم إعلاميٌّ عن طريق حمل الأنابيب “واسطة”، أو الحقن المجهري “وراثة”. وإذا ما استمر الوضع الراهن على ما هو عليه دون أي تحرُّك من الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، فسيصبح لكل مواطن سعودي إعلامي رياضي. السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل مهنة الإعلام الرياضي نسب عائلي، أم مهنة ممارسة مثل كل المهن؟ الطبيب المنقطع الذي لا يدخل غرفة العمليات بشكل دوري، ترتعش يداه عندما يمسك المشرط، والمعلم الذي يمارس العمل الإداري فترةً طويلة، يفقد مهارات التعليم، والأمر نفسه ينطبق على الإعلامي غير الممارس للمهنة، إذ تصبح أفكاره مترهلة دون أي رشاقة مهنية. السائد في وسطنا الرياضي، أن 90 في المئة من الإعلاميين لا يعملون في حقول المهنة، ولا ينتجون أي محتوى فعليًّا، هم فقط “يطلعون تلفزونيًّا” في قنوات فضائية، لا تزال تعمل بنظام أشرطة الفيديو. إعلامي سابق في مفهوم الممارسة، هو “عاطلٌ”، ولا يعقل أن يكون إعلاميًّا طول العمر من المهد إلى اللحد، ولا يوجد عنده اليوم أي إنتاج، أو خبرة تشفع له البقاء. لا يبقى إلا أن أقول: في كل دول العالم، المتطورة رياضيًّا، لا مكان في التحليل الرياضي إلا للاعبين سابقين، أو أصحاب تخصصات رياضية، فأين أبناء كرة القدم عن البرامج الرياضية؟ كم لاعبًا من أصحاب الإنجازات في الأندية والمنتخب ممَّن حققوا كؤوس آسيا، والتأهل إلى مونديال كأس العالم، يحلِّلون اللعبة في البرامج الرياضية؟ لن تجد منهم إلا العدد القليل، إذ يسيطر على المشهد أصحاب الكروش والأجسام المترهلة، والعقول الخاوية ممَّن لم يركل في حياته كرةً، ينتقد مدربًا عالميًّا، أو لاعبًا محترفًا بأسلوب عقيم، يفتقر للجوانب الفنية. يقع على عاتق الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي المسؤولية الكبرى في تحديد مواصفات الإعلامي الرياضي، فبسبب عددهم الكبير لا يُميّز بين الغث والسمين، وباتت البرامج الرياضية تحتضن النطيحة والمتردية. من المؤسف أن تجد مَن كان في المدرج يمارس دور رابطة المشجعين يحلِّل فنيًّا على الشاشة دون أي فكر رياضي، مجرد صراخ مشجع متعصب لا أكثر.
نقلا عن الرياضية

arrow up