غيابنا عن الكونجرس طبيعي
(بصراحة) لأول مرة تكون ردة الفعل في الشارع الرياضي السعودي طبيعية وغير صادمة بعد انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الكونجرس الآسيوي) والتي شهدت غيابا تاما لأي ممثل للكرة السعودية وعدم وجود أي مرشح سعودي وذلك بعد انسحاب اثنين من المرشحين وفشل المرشح الثالث في الحصول على مقعد في المكتب التنفيذي للاتحاد من أربعة مقاعد مخصصة لغرب القارة.
لا شك أن هذا الفشل ليس بمستغرب رغم أن الغياب يحدث لأول مرة على الأقل في العقدين الماضيين، فقد كان متوقعا في ظل الوضع الذي وصلنا إليه من ضياع وفوضى وعدم استقرار والحقيقة أقولها (رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه).
أبعد كل هذه الفوضى نتطلع إلى مقاعد أو ثقة الكونجرس القاري؟ رياضتنا وتحديدا كرة القدم تتجه عكس التطلعات وما يحدث عمل وقتي واعتقد والعلم عند الله أن المسألة مسألة وقت فقط وستنهار الكرة لدينا وكل هذا بسبب التنافر والشحن ودخول أشخاص ليس لهم علاقة بالرياضة ولكن فقط للبروز والتواجد والشهرة وهؤلاء جعلوا الرياضة حقدا وكراهية وتعصبا بعدما كانت متعة ومحبة وتنافسا شريفا.
هناك من استغل مواقع التواصل لبث سمومه بين أبناء البلد الواحد وأكبر دليل أن أبناء الوطن من شباب وغيرهم متحدون وقلبهم واحد في كل شيء إلا في الرياضة فقد أصبح الأمر غير طبيعي وقد يكون غير موجود عند الغير فغيابنا القاري غير مستغرب ولا يمكن أن نتواجد في ظل غياب تنظيمنا الداخلي واستقرارنا الماضي وحضورنا مرتبط بعودتنا لما كنا عليه فبلد نظم كأس العالم للشباب واقترح بطولة القارات ونظمها وتأهل لكأس العالم خمس مرات وحصل على كأس العالم للناشئين كل هذه الإنجازات واليوم يتمنى مقعدا واحدا فقط في المكتب التنفيذي في اتحاد القارة أمر مؤسف من هنا حتى كوالالمبور.
نقاط للتأمل
– ما يحدث في الساحة الرياضية بصفة عامة لا يرضي صديقا أو عدو فقد تجاوز مبدأ المنافسة وأصبح البعض يبحث عن سلبيات الآخر أكثر من أن يبحث بشؤون فريقه أو ما ينتمي إليه انظروا للطرح السافر وغير المبرر حول حركات اللاعبين ومحاولة الإسقاطات وتكريس مفاهيم خارجة عن الأدب العام وتأثر النشء بها رغم أنها حركات وثقافات متعددة ومختلفة، حيث إننا جزء من العالم وأصبحت الأنظار متجهة إلينا في كل شيء ولكن مع الأسف أن هناك من لا يفكر في عواقب الأمور ونظرته قصيرة وصغيرة وقد يكون دخل المجال بالخطأ ويريد أن يلبس ثوبا ليس بثوبه من خلال إساءاته والجهل المعمم على فكرة.
– يحمّل كثير من منسوبي نادي الهلال وخاصة جمهوره وبعض إعلامه الإدارة والمدرب تراجع مستوى الفريق ونتائجه المخيبة مؤخرا والحقيقة تقول إن الكل متفق على أن تغيير المدرب والفريق متصدر ومتميز خطأ كبير وهذا صحيح ولكن ليس كل المشكلة فمن وجهة نظري أن المشكلة في اللاعبين ومستوياتهم المتفاوتة ومستوى اللاعبين الأجانب والذين اعتبرهم جميعا مقلبا باستثناء إدواردو فالمشكلة أن اللاعبين غرر فيهم أنهم الأفضل والأحسن وهم في الحقيقة أقل بكثير مما تتوقعون.
– في الجولة الثالثة الآسيوية تميز فريقان وخسر فريقان فالنصر والاتحاد تمكنا من الفوز رغم الظروف فالنصر لعب بالصف الثاني لتركيزه على الدوري والاتحاد ظروفه صعبة والهبوط يشغله وتفكير لاعبيه منصب على البقاء، أما الهلال فقد خسر من الاستقلال بنفس أسلوب خسارته من النصر بالكرات العرضية أما الأهلي فمع الأسف لا تعرف أين هو وما هي البطولة التي يتطلع إلى تحقيقها ولو أن العربية الأقرب إن هو أراد أن يختم موسمه ببطولة على الأقل.
– يدخل دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مراحله النهائية والحاسمة وخاصة جولة هذا الأسبوع والتي تشهد كلاسيكو الكرة السعودية في كلا من الرياض وجدة، فاليوم الهلال في ضيافة الأهلي وغدا الاتحاد في ضيافة النصر المتصدر والذي إن هو تجاوز فريق العميد فسيكون اللقب قريبا منه، ولا شك أن لقاء الأهلي والهلال سيوضح الرؤية أكثر خاصة إذا ما تجاوزها الهلال وكل ما نأمله أن نشاهد لقاءات كبيرة ومميزة لأفضل الفرق السعودية وإسعاد جماهيرها فمبروك للفائزين وشكرا لمن لا يحالفه الحظ وتذكرو دائما أن متعة الكرة الفوز والخسارة وفي الحالتين هي متعة ومحبة.
– خاتمة: اللهم احفظ بلدنا وانصره على كيد أعدائه واحفظ قادته ورجاله وعلماءه ورجال أمنه الأشاوس في الداخل والخارج، اللهم وفق رجالنا في الحد الجنوبي وانصرهم ووفقهم وسدد رميهم يا عزيز يا من لا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.
نقلاً عن الجزيرة