burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبد العزيز الدغيثر
عبد العزيز الدغيثر

المنتخب في حالة جفاف

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

(بصراحة) توقعت ومعي الكثير أن يصل حال المنتخب إلى هذه المرحلة من السوء، والتي تعتبر مرحلة جافة ومقلقة فلم نعد نمتلك اللاعبين المتميزين فكرياً وفنياً، فقد جفف الاحتراف وترفه وأمواله روح العطاء والقتالية والتركيز لدى اللاعب، وهذا كله قبل أن يحل العدد المهول من اللاعبين المحترفين في كل فريق، مما زاد الطين بِلة وجعل اللاعب المحلي ضيف شرف وحياته كلها فلة وقلة صنعة، احتراف على الورق وبعشرات الملايين حقيقة احتراف صوري مقابل تمرين ترفيهي يومياً، ولكن ماذا بعد ومن دفع الثمن وسيدفع أكثر؟
إنه المنتخب الوطني الأول، نعم يا سادة أنه سيدفع أكثر وأكثر والذي تشاهدونه اليوم وغداً أمر لا يصدق ولا يعكس الواقع الذي كانت عليه الكرة السعودية ومجدها وتاريخها العريق.
اليوم بدأت تظهر العيوب ونتائج القرارات التي تم اعتمادها والعمل بها دون دراسة أو توقع لما سيحدث وينعكس سلبياً على المستوى العام للكرة لدينا دون استثناء، فما اتخذ من قرارات لا يخدم الرياضة حالياً ولا يؤمن مستقبلاً رياضياً متميزاً لقادم السنوات والأجيال فالعمل الحالي غير مفيد على المدى الطويل أو الوقت الحاضر.
لقد قصم الاحتراف غير المفعَّل وغير المعمول به كما يجب ظهر الكرة السعودية وذبحها وأنهى مستقبلها قبل أن يحل اللاعبون الأجانب ويصبحون بكثرتهم وتعدد مراكزهم والاعتماد عليهم هو القرار السائد والرئيسي لكل ناد وفريق، وجعل اللاعب المحلي حبيس دكة البدلاء وقد تصل المدة به إلى أشهر وهو لا يلعب كرة القدم إلا من خلال التمارين الضعيفة والترفيهية.
إن وجود ثمانية لاعبين أجانب سابقاً وسبعة حالياً جعل اللاعب المواطن لا شيء، فالأندية استغلت فرص التعاقد لأفضل اللاعبين وأميزهم خاصة عندما تم منحهم التسهيلات والدعم غير المسبوق، فقد عمل كل ناد على صنع الفارق والتميز والسعي لتحقيق البطولات من خلال اللاعبين الأجانب وهذا من حقها عندما كفل النظام لها هذا الأمر، ولكن في النهاية لا يوجد لاعبون مواطنون مميزون ولا كرة مميزة وعطاء مشرف للوطن وأبنائه، وما يحدث لدينا ينطبق لدى أشقائنا في الإمارات والذين نخر الاحتراف وأمواله مهارة وفكر اللاعبين، بينما نجد أن في البحرين وعمان كرة ولاعبون وتميز ومستوى بلاعبين موهوبين وصغار ومصقولين جيداً قد يكون جميعهم بقيمة عقد لاعب واحد لدينا أو لدى الأشقاء في الإمارات، والمؤسف أن الاحتراف لو طبق بحذافيره وأنظمته ومقوماته لكنا من أوائل الدول المتقدمة رياضياً، ولكن اليوم أمرضنا الاحتراف الصوري قبل أن يذبحنا العدد الكبير من اللاعبين المحترفين الذين جففوا منابع ومصادر الإبداع للاعب السعودي وفي النهاية إلى أين نحن ذاهبون؟
نقاط للتأمل
- لقد سبق أن ذكرتُ وأكرِّرها اليوم أن الوقت ليس مناسباً ليكون هيرفي مدرباً للمنتخب، فالمرحلة الحالية تتطلب مدرب إعداد وتعليم وتكنيك وليس مدرباً كبيراً سناً ومرتباً دون إنجاز مؤخراً وهو من سجَّل فشلاً ذريعاً مع منتخب المغرب الذي جميع لاعبيه محترفون في أوروبا، وقد كان واضحاً عدم وجود الحلول لديه في أي لقاء أشرف عليه وهذا دليل دامغ أنه ليس برجل المرحلة.
- في لقاء المنتخب السعودي مع نظيرة الفلسطيني الثلاثاء الماضي في رام الله كان واضحاً من البداية ضعف الأداء العام وتباعد الخطوط وعدم التركيز وتلاشي القتالية والالتحام وهذا نادراً ما تشاهده في اللاعب السعودي وخاصة عندما يمثِّل فريقه، فهل أصبح فريق النادي أهم من المنتخب عند البعض بسبب الاحتراف وعقوده الخيالية ؟ الله أعلم.
- ما يحدث في النادي الأهلي أمر محير فالخلاف والاختلاف وارد ووجهات النظر أحياناً لا تتوافق، ولكن أن يصل إلى الاختلاف على مدرب فهذا أمر مزعج وواضح أن البيت الأهلاوي بحاجة إلى توحيد الصف والقيادة الموحدة فقدر الشراكة ما يفوح، ومن حظ الأهلاويين عدم عودة المدرب السابق جروس لأن عودته ستكون لها تصفية حسابات ورحيل ناس فدائماً من يذهب يجب ألا يعود لنفس البيت.
- الظاهر أن صفقة اللاعب عبد الفتاح آدم أصيبت بـ (عين) وإلا متى نشوف اللاعب من وقع للنصر وهو مصاب وكل ما تم الإعلان عن شفائه ودخوله التمارين الجماعية وجاهزيته لأول مباراة إلا ويطل علينا خبر تجدد الإصابة من جديد، فهل هذه حقيقة أم أمر آخر مغيب حقيقة لا أعلم، ولكن ما يجب أن نعلمه متى سنشاهد اللاعب داخل المستطيل الأخضر وإذا كان هناك معوقات أو أي أمر آخر فيجب أن يوضح، فأي إصابة يمكن علاجها وتجاوز اللاعب لها خلال أسابيع وليس أشهراً إلا الرباط الصليبي حمانا الله وإياكم منه.
خاتمة
اللهم آمنِّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأيِّد بالحق إمامنا وولي أمرنا، وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الخير .. اللهم وفقه وولي عهده لما فيه خير البلاد والعباد يا ذا الجلال والإكرام .. اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
نقلا عن الجزيرة

arrow up