burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 سامى اليوسف
سامى اليوسف

10 قواعد ذهبية لرئيس الهلال

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مدخل: المعادلة الكروية تقول «الفريق القوي إذا لم ينتصر فهو خاسر أو ضعيف، والفريق الضعيف إذا لم ينهزم فهو منتصر أو قوي». «ليت لنا رئيس مثل نواف بن سعد». جملة يرددها خصوم الهلال، وهي تعني -بلا شك- شهادة نجاح، بل تفوق للرئيس الهلالي؛ فالحق ما شهدت به الخصوم. علاوة على ذلك، فإن تحقيق ثلاثة فرق كروية «الأول والأولمبي والشباب» ألقاب الدوريات التي تشارك بها، والأول يحرز اللقب بعد غياب دام 5 مواسم، يعتبر عين النجاح لرئيس أي ناد سعودي؛ لأن كرة القدم هي الواجهة الجماهيرية والإعلامية للعمل الإداري، وعلامة التقييم محليًّا. كيف نجح «وجه السعد» في مهمته الأصعب، رئاسة ناد بحجم شعبية وتاريخ وطموحات الهلال تُعد المهمة الأصعب -لا شك- عندي. بعد قراءة الملف الهلالي، وسؤال الثقات، ألخص هذا النجاح في 10 قواعد رئيسة: 1 - الشخصية القيادية الشخصية القيادية التي تتميز بالمسؤول والمرونة، وقراءة الواقع واستشعار المستقبل، وحسن الاختيار، والحزم.. من سمات شخصية الأمير نواف وأسلوب إدارته؛ فقد أدرك «تخبيص» المدرب جوستافو الغريب وعبثه، وقرأ ما يحاك ضد فريقه في الكواليس؛ فقرر إبعاد المدرب، ونجح في اختيار بديله؛ فالتعاقد مع مدرب بحجم خبرة دياز وعلاقته الوثيقة بألقاب الدوري في بلاده، وطلب حكام أجانب بدلاً من المحليين، هذان القراران جسَّدا «القرار الاستراتيجي» قولاً وعملاً كما ينبغي، وكانا بمنزلة نقطة تحول لمسيرة الفريق. أُضيف لها تفعيل دور الإدارة القانونية في ملاحقة المسيئين، والحزم في هذا التوجه بعدم التنازل أو قبول الوساطة، رفعًا من سور الهلال، وفرضًا الهيبة. 2 - الهدوء والرزانة لم يلحظ على أحاديث وتصريحات ولغة الرئيس الهلالي أي خروج عن النص، أو انفلات، أو تصعيد وخصومة، وحتى بعد الخسائر أو التعادلات المفاجئة يبدو متماسكًا رزينًا؛ وهذا أكسبه احترام جمهور ناديه، وخصومه، وتوفير مناخ صاف للتفكير والمعالجة. ولعل مؤهله العلمي كخريج إعلام أكسبه مهارة، أحدثت الفارق لمصلحته عند مقارنته مع غيره من رؤساء الأندية. 3- الابتعاد عن تويتر عدم الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص مدونة «تويتر»، وفَّر للرئيس ذهنية صافية غير قابلة للتشويش، وجعل نسب التركيز على الفريق ترتفع لديه إلى أعلى مستوياتها؛ فالانغماس في «تويتر» والانشغال بردود الفعل فيه لا يأتي بخير للقادة وصناع القرار، والأمثلة عديدة. 4 - ترتيب الأولويات يمتاز الرئيس الهلالي بالاعتماد على تنفيذ المهام بخطط ممرحلة، وهي ما تعكس براعته في ترتيب الأولويات. لاحظوا التعاقد مع المدرب، تنظيم التعاقدات الجديدة، والإعارة، التخلص من بعض اللاعبين غير المفيدين فنيًّا وسلوكيًّا، ثم ملاحقة المسيئين قانونيًّا، الاهتمام بالقطاعات السنية، إعادة بعض الشرفيين المبتعدين، انتقائية مواقيت الظهور الإعلامي. 5 - الجمهور رقم واحد تعرف الحكمة بأنها «وضع الشيء في موضعه»، والرئيس الهلالي وضع الجمهور الهلالي في موضعه المناسب؛ فهو لا ينفك عن الإشادة به، وبقيمته، ومكانته عنده؛ فهو يعمل لأجل إسعاده، ويعالج الأخطاء لإرضائه، ويجتهد لتحقيق طموحاته.. فهو لم يحقر، أو يسخر، أو يتهكم من جماهير ناديه كغيره؛ لأنه حكيم، ويراهم دومًا الوقود الحقيقي، والسند الرئيس في النجاح، ويكفي أن نتذكر إصراره على عدم التنازل عن المسيئين للهلال بالرغم من الوساطات الرفيعة إلا بموافقة الجمهور. هذا التقدير رفع مكانته، وعزز من قيمته في نفوس الهلاليين جميعًا، وانعكس في المجمل على دعم الفريق جماهيريًّا. 6 - البعد الاجتماعي كما أشرت آنفًا، فقد فتح قنوات اتصال مع عدد من الشرفيين المبتعدين، ونجح في إعادتهم وضمان دعمهم، كذلك تواصل مع لاعبي الفريق القدامى، وبادر إلى حضور مناسباتهم، والحرص على شكر الجماهير ذات الاحتياجات الخاصة التي تحضر وتؤازر الفريق. وخير شاهد تفاعله مع المشجع هاجد السبيعي، الذي حضر لمباراة الشباب التي حسم من خلالها «الزعيم» لقب الدوري على عربة نقل المصابين. وفي هذا السياق أشدد على عامل السرعة في التفاعل. الهلال في عهد الأمير نواف بن سعد عزز دوره في جانب المسؤولية الاجتماعية، وجسد على أرض الواقع مقولة «نادي الهلال.. رياضي، ثقافي، اجتماعي». 7 - التعزيز ومنح الصلاحيات منح الصلاحيات يعني الثقة؛ فقد منح الرئيس للمدرب الصلاحيات كافة حتى في مسألة تعامل الأخير مع اللاعبين الأجانب، واختياراته، وكذلك للجهاز الإداري بقيادة فهد المفرج الذي أصر على بقائه بالرغم من حدة الانتقادات ضد الأخير، ولعب الرئيس دور المعزز له بدعمه الإيجابي، ولهذا العامل دور مؤثر في صنع الاستقرار والنجاح وتجاوز العثرات عند المواجهات المفصلية، أو بعدها. 8 - التماسك الخبرة التراكمية من عمل الأمير نواف بن سعد في المنتخبات السنية، ثم عمله نائبًا للرئيس في فترة ذهبية للفريق، وما تلاها من إحباطات منحته صفة مهمة، هي «التماسك» عند المرور بهزات، أو لحظات انكسار كما حدث بعد مباراتي الاتفاق، ثم القادسية. هذا التماسك أفرز قرارًا استراتيجيًّا، صنع الفارق في مسيرة الفريق. 9 - التقدير جرت العادة أن يتم تهميش اللاعبين الكبار سنًّا، خاصة عندما تنحسر فرص مشاركتهم إلى أدنى معدلاتها، ولكن «وجه السعد» قال في تصريح إنه ينظر للاعبين المخضرمين (محمد الشلهوب وياسر القحطاني) على أنهما «عضوا مجلس إدارة»، وفي ذلكم قمة التقدير والوفاء من جهة، وتفعيل لأدوار مهمة للاعبين بحكم خبرتهما، قد تخفى على الجمهور والإعلام، وهذا ما تحقق بالفعل. أرجع بكم إلى ما كشفه الزوري عندما أشاد بدور الشلهوب البنّاء والمهم في عودته للفريق خلال فترة إصابته، وكذلك إشارات عدة للاعبين والمدرب بأدوار ياسر وقيمته. وهذا تأكيد على الشراكة والاستثمار البنّاء لقيمة لاعبي الخبرة بعد التشديد على التقدير والوفاء لهم. هذا لا يحدث إلا في بيئة الهلال. 10 - المتابعة والاقتراب أكثر متابعة الأمير نواف بن سعد للفئات السنية جسدها حضوره، وكذلك حضوره المباريات الختامية للكرة الطائرة، وحضوره بنفسه في متابعة سير التحقيق في قضية خميس، وقضايا المسيئين للنادي في مواقع التواصل الاجتماعي. كل ذلك وفر غطاء الاهتمام والدعم الإداري على أرفع مستوى، وحقق مقولة أن الرئيس «قول وفعل»، لا يراوغ، ولا يقطع على نفسه وعودًا لا يترجمها، أو يقدم مصالحه الشخصية ضد مصلحة الهلال. وهذا يعني أن الرئيس يفعل قاعدة «الهلال أولاً» في أقواله وأفعاله، لا يتناقض أبدًا، وهي القاعدة ذاتها التي يؤمن بها، ويرفع شعارها جمهور الهلال. * ما ذكرته آنفا هي القواعد العشر الذهبية التي حققت للهلال ولرئيسه التميز، ثم النجاح والتفوق على المنافسين، وهي التي أرست قواعد «خارطة الطريق»، أو الاستراتيجية الناجحة لتحقيق الأهداف الموضوعة في الخطة. فاصلة تأتي البطولات والإنجازات في الرياضة، وكرة القدم تحديدًا، من الملعب حيث حصاد التعب والعرق، وليس من المكتب، أو خرق النظام والقفز على اللوائح. نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up