burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 إبراهيم بكري
إبراهيم بكري

أين «تربص» أنديتنا؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

فترةٌ زمنيةٌ طويلةٌ دون منافسات للأندية السعودية بعد توقف المنافسات المحلية، باستثناء الأندية المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين، والمنافسات الخارجية.

ليس من مصلحة أي ناد توقف لاعبيه فترةً طويلةً عن لعب المباريات، لذا تستعين بعض الأندية بالمعسكرات الداخلية والخارجية، وتخوض فيها مباريات تجريبية، تحافظ من خلالها على انسجام اللاعبين وحالتهم اللياقية والتكتيكية.

تنوُّع التضاريس في السعودية، يجعلها منطقة جذب للمعسكرات التدريبية الرياضية طوال العام، صيفاً وشتاءً.

في الصيف هناك عسير، والطائف، وتبوك، وفي الشتاء جازان، وجدة، والقنفذة، والليث، جميعها تمتاز بالأجواء المعتدلة المناسبة للمعسكرات التدريبية الرياضية، لكن بسبب ضعف تجهيزات المنشآت الرياضية في السعودية تسافر أنديتنا صيفًا إلى أوروبا، ومصر، وتونس، وشتاءً إلى بعض الدول الخليجية.

تخسر المنتخبات السعودية والأندية ملايين الريالات سنويًّا مصاريف للمعسكرات. قد يبرِّر مَن يسافر في الصيف إلى أوروبا ذلك بوجود إمكانات كبيرة فيها، وغابات للركض وركوب الدرَّاجات، لكن أجواء الدول الخليجية لا تختلف عن جو السعودية، وهذا يجعلك تدرك كيف يفكر غيرنا في الاستثمار الرياضي بطريقة مختلفة عبر تجهيز مناطق لمعسكرات المنتخبات والأندية، تدرُّ ملايين الدولارات سنويًّا. موردٌ اقتصادي معطَّل في السعودية، لماذا؟!

لا يخامرني أدنى شكٍّ بأن لكل ناد سعودي خططه خلال فترة التوقف، تختلف بحسب طبيعة الأهداف المرسومة، فلا يمكن مقارنة الأندية المنافسة على الدوري والكأس مع الأندية المهددة بالهبوط، وتلك التي فقدت أي أمل أن تستقرَّ في منطقة الأمان.

ومن الأمور المقلقة فيما يخصُّ استثمار فترة التوقف مبالغة أنديتنا في منح اللاعبين الأجانب إجازات للعودة إلى بلادهم، والتأخر في استئناف التدريبات، ما ينعكس سلبًا على مستوياتهم الفنية.

لا يبقى إلا أن أقول:

"التربص"، هذا مسمَّى المعسكرات التدريبية في دول المغرب العربي، ويعدُّ الإنجليز من أوائل الدول التي ابتكرت هذا النمط التدريبي لإعداد الأفراد والأندية والمنتخبات للمناسبات الرياضية، وحسب نوعها يُحدَّد نوع المعسكر قصيرًا كان، أم متوسطًا، أم طويل المدى. لا يمكن تجاهل الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الرياضة في الفترة الجارية لتهيئة بيئة الملاعب، وتجهيز معسكرات في عديد من المناطق السعودية لاستثمارها رياضيًّا في ظل "الرؤية السعودية 2030" التي تطالب بخلق موارد اقتصادية جديدة، والرياضة اليوم في أمريكا وأوروبا من أهم الموارد الاقتصادية التي يُعتمد عليها في خطط التنمية الوطنية.

نقلا عن الرياضية

arrow up