اتحاد الرياضة للجميع يصنع السعادة!

في السنوات الأخيرة، أصبحت ممارسة الرياضة بصورة جماعية في الشوارع منظرًا مألوفًا، حيث يتواصل كثيرٌ من عشاق رياضة معينة مع بعضهم، ويتفقون على ممارسة هذه الرياضة في موعد ومكان محدَّدَين.

وقد لاحظنا هذا التطور الإيجابي بجهود من الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، الجهة الرئيسة المسؤولة عن تطوير الرياضات المجتمعية، وفي إطار السعي إلى زيادة نسبة ممارسة النشاط البدني إلى 40 في المئة من سكان السعودية بحلول عام 2030.

كثير من فرق المشي الجماعي، وركوب الدرَّاجات، وغيرهما من الرياضات في السعودية، تمارس أنشطتها بشكل جماعي، فهل لذلك تأثيرٌ إيجابي؟

وفقًا لدراسة علمية، نشرتها مجلات علمية عدة مختصَّة في علوم الرياضة، كشف باحثون من جامعة جلاسكو كيدونين، بعد مسح استقصائي، شمل ثمانية آلاف شخص من ممارسي رياضة الجري، عن أن محبي هذه الرياضة يشعرون بسعادة بالغة عند ممارسة الجري بشكل جماعي.

وبرهنت الدراسة على أن ممارسة رياضة الجري بانتظام، تجعل الناس أكثر سعادة وثقة في أنفسهم، وأن الإنسان يشعر بالرضا والارتياح.

وأكد 89 في المئة من المشاركين في المسح، أن الجري بصورة منتظمة، يشعرهم بالسعادة، ويؤثر بصورة إيجابية في صحتهم العقلية، ورشاقة أجسامهم، وسجَّل المشاركون في هذه الدراسة مستويات عالية من السعادة لدى قياسها على "مقياس أكسفورد للسعادة"، وجاءت أعلى من المعدل بأربع درجات.

وكشفت الدراسة عن أن تطبيق "سترافا" المخصَّص لجمع الرياضيين من أجل ممارسة النشاط، شجع 83 في المئة من المشاركين في المسح الاستقصائي على الجري، فيما قال 55 في المئة منهم: إن النشاطات التي تنظَّم في المتنزهات المحلية تحفزهم على ممارسة رياضة الجري بانتظام. بينما توصَّلت دراسة بريطانية منفصلة، نُشرت في الدورية الأمريكية لعلم النفس، إلى أن القيام بأي نشاط بدني يقلِّل من نسبة الإصابة بالاكتئاب.

وقام فريق دولي من الباحثين، من بينهم خبراء من كلية كينجز كوليدج في لندن، بتحليل بيانات 49 دراسة مختلفة، تتضمن معلومات عن الاكتئاب والنشاط البدني، واطلع الخبراء على بيانات 266 ألف شخص، وتوصَّلوا إلى نتيجة مفادها بأن نحو ربع مليون شخص ممن لا يقومون بأي نشاطات بدنية تذكر، كانوا عرضة للإصابة بالاكتئاب، موضحين أن "أولئك الذين يمارسون التمارين الرياضية، ويقومون بأنشطة بدنية متنوعة، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب".

لا يبقى إلا أن أقول:

"بناء مجتمع صحي وحيوي، يتم عن طريق إلهام جميع أفراد المجتمع، ويمكننا أن نقوم بذلك من خلال تطوير برامج رياضية وترفيهية شاملة ومستدامة"، وهذه مهمة الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، الذي تركز رؤيته على "بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة من خلال النشاط البدني".

هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.

نقلا عن الرياضية