burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 إبراهيم بكري
إبراهيم بكري

ماذا قال؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بسبب مشاغل اللاعبين، وعدم تقابلهم مع منافسيهم إلا في المستطيل الأخضر، ورغبتهم في أن يكون الكلام الذي يتحدثون به مع بعضهم في الملعب سرًّا بينهم، خاصةً أن بعض المحادثات يصاحبها إغراءٌ للمنافس للانتقال إلى نادي اللاعب المتكلم، الذي يكون وسيطًا، ويوصل رسالةً من إدارة ناديه، وتفاديًا لأي عقوبة قانونية، نراهم يغطون أفواههم.

هي الحياة هكذا، أي شيء يُستر، تدور حوله التكهنات، ومع مشاهدة أي لاعب يغطي فمه أثناء الحديث، يزداد الفضول: ماذا قال؟

لماذا نغضب، ونشكُّ بأنهم يقولون شيئًا قبيحًا، لماذا لا يكون العكس؟

ظاهرة تغطية اللاعبين أفواههم بأيديهم أثناء الكلام مع بعضهم في الملعب، انقسم الكثيرون حول تفسيرها.

بعضهم يتعاطى مع الموضوع بحُسن نية بأن اللاعب في حواره الشخصي مع زميله، أو مع لاعب من الفريق المنافس، يتكلم حول أمر خاص، ولا يريد أن يكتشف المختصون في قراءة الشفاه ما يقوله.

في الجانب الآخر، هناك مَن يشكك في نيات اللاعبين! لاعب المنتخب الهولندي السابق كلارنس سيدورف يقول: "يجب أن تتمتع الرياضة بالشفافية، فلماذا أغطي فمي عند التحدث مع منافس ما؟ حدثت مواقف عنصرية أخيرًا، وشملت عبارات كراهية بين اللاعبين، ويمكن التصدي لهذه الأمور بسهولة بفرض بعض القواعد".

التفسيرات كثيرة، والجدل لا يتوقف في هذا الشأن. بعضهم فسَّر الأمر بألَّا يُستغل حديث اللاعبين مع بعضهم، وكيلا يصبح ما يقولونه حديث الإعلام.

لا يبقى إلا أن أقول:

هذه الظاهرة، هي ظاهرة عالمية، نجدها في كل الملاعب دون استثناء، ونحن في رياضتنا المحلية جزءٌ لا يتجزأ من هذه العدوى، التي أصبحت سلوكًا لدى كل اللاعبين، دون أن نعرف الحقيقة أو السبب وراء ذلك.

تخيَّل نفسك، لو كنت أمام كاميرا فيديو واحدة، ترصد كل تصرفاتك، ماذا ستفعل؟

ستحاول قدر استطاعتك أن تكون مثاليًا كيلا يعرف الآخرون أي قبيح عنك، فما بالك بشخص تراقبه 40 كاميرا فيديو، ترصد كل خطوة له، وتراقب عدد أنفاسه، ومن كل الجهات تحيط به، ولا تفوت أي شاردة ولا واردة؟!

هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.

نقلا عن الرياضية

arrow up