burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 إبراهيم بكري
إبراهيم بكري

قانوني بهوية مشجع!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قرَّرت لجنة فض المنازعات في الاتحاد السعودي لكرة القدم معاقبة اللاعب محمد كنو ونادي الهلال بعد شكوى مقدَّمة من نادي النصر، فماذا حدث؟!

لا أريد الخوض في تفاصيل القضية، ولا القرارات، لأن الاستئناف قد يصادق عليها، أو ينقضها.

ما لفت نظري في هذه القضية، أننا أصبحنا نشاهد مختصين في القانون الرياضي، لا يختلفون عن مهرجي السيرك، يصبغون وجوههم في كل مرة بألوان أندية معينة حتى يكسبوا جماهيرها، ويخلعون قبعة القانون، ويمسكون طبلة رابطة المشجعين، ويطبِّلون بصوت نشاز، ويطوون عنق القانون! كل هذا من أجل أن يكون لجسدهم موطنٌ في المدرَّجات على حساب عقلهم والرأي القانوني السديد.

مع كل قضية رياضية، يتعصَّب المختصون السعوديون في القانون الرياضي لرأيهم القانوني، وكأنهم وحدهم على الحق وغيرهم على الباطل!

يجب أن يدرك كل مختصٍّ في القانون الرياضي، أن تفسير اللوائح والأنظمة، يعتمد على جوانب كثيرة، من أهمها الخبرة والممارسة، وقراءة المشهد من جميع الزوايا، والتجرُّد من الأهواء الشخصية التي تتحكم فيها الميول، وتقود الرأي القانوني إلى ما يطلبه المشجعون طمعًا في الشهرة، وإشباع الذات بشهوة الريتويت في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

الخبير في لوائح كرة القدم علي عباس يقول: "‏في القانون دائمًا هناك الرأي الراجح، والرأي الضعيف، لكن تبقى كلها آراء. ‏القانون جزءٌ من العلوم البشرية، التي تقتضي اختلاف التأويل والرأي، ولا وجود لحقيقة قانونية واحدة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت هنالك درجة واحدة من التقاضي، لكن لاختلاف التأويل، وُجِدت لجنة الاستئناف، ومركز التحكيم، ودوليًّا فيفا، ومحكمة كاس".

المشكلة أن بعضهم يتعصَّب لرأيه القانوني، ويجرح في غيره، والمفروض أن يقبل الرأي المخالف، ولو كان ضعيف المبنى.

لا يبقى إلا أن أقول:

من المفترض أنه عندما لا تتوافق قرارات لجنة فض المنازعات، أو لجنة الانضباط والأخلاق، أو أي جهة قانونية مع رأيك القانوني ألَّا تتعصَّب لرأيك في القضية، وكأنك أنت وحدك صاحب الحق، والآخرون يقولون باطلًا. أحزن كثيرًا حينما أشاهد مختصًّا في القانون يحتفي برأيه عندما يتوافق مع قرارات لجنة الانضباط والأخلاق، ويسفِّه رأي مخالفيه، ويسخر منهم، وكأنه حصل على جائزة "نوبل". الأصل أن يكون كل مختصٍّ في القانون مؤمنًا بتعدد الآراء القانونية، وألَّا يتعصَّب لرأيه في كل قضية.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.

نقلا عن الرياضية

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up