إبراهيم بكري: التفكير السريع والبطيء
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
واليوم سأتحدث عن كتاب «التفكير السريع والبطيء» تأليف د. دانييل كانيمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد:
«يقدم المؤلف رؤى عميقة حول كيفية تفكير البشر واتخاذهم للقرارات. يستند الكتاب إلى نظرية تعتمد على وجود نظامين للتفكير: النظام الأول، الذي يُعرف بالتفكير السريع، والنظام الثاني، الذي يُعرف بالتفكير البطيء.
النظام الأول:
هو التفكير التلقائي، السريع، والحدسي. يعمل هذا النظام في الخلفية، ويقوم بمعالجة المعلومات بشكل فوري دون جهد كبير. يستخدم هذا النظام في المواقف اليومية، مثل تفسير تعبيرات الوجه أو اتخاذ قرارات سريعة. ورغم فاعليته، إلا أن هذا النظام معرض للأخطاء والانحيازات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة أو غير منطقية.
النظام الثاني:
هو التفكير البطيء، الذي يتطلب جهدًا وتركيزًا أكبر. يُستخدم هذا النظام عندما نواجه مشاكل معقدة أو نحتاج إلى تحليل شامل. يوفر النظام الثاني تحليلات عميقة، لكنه أيضًا قد يكون بطيئًا ويستهلك موارد عقلية أكثر.
يستعرض كانيمان في كتابه كيف أن هذين النظامين يتفاعلان مع بعضهما بعضًا، وكيف يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على النظام الأول إلى اتخاذ قرارات خاطئة. يوضح كيف أن الانحيازات المعرفية، مثل انحياز التأكيد والانحياز للأحداث الأخيرة، تؤثر على تفكيرنا. كما يناقش كيف أن العواطف تلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ القرارات، مما يجعلنا نميل أحيانًا إلى اتخاذ خيارات غير عقلانية.
من خلال أمثلة وتجارب علمية، يُظهر كانيمان كيف يمكن أن يُحسن الوعي بهذه الأنظمة من قدرتنا على اتخاذ قرارات أفضل. يقدم نصائح عملية لتحسين التفكير النقدي، مثل إعادة تقييم الافتراضات والتفكير في العواقب المحتملة للقرارات».
لا يبقى إلا أن أقول:
يُعد كتاب «التفكير السريع والبطيء» دليلاً ممتازًا لفهم كيفية عمل عقلنا في اتخاذ القرار. يساعد القارئ على التعرف على الأخطاء الشائعة وكيفية تجنبها، مما يعزز من قدرته على اتخاذ خيارات أكثر وعيًا وفاعلية في حياته اليومية. الكتاب هو مزيج من العلوم النفسية والسلوكية، ويعد مرجعًا مهمًا للمهتمين بفهم عملية اتخاذ القرار.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.
نقلا عن الرياضية
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة